تاريخ اذربيجان
جمهورية أذربيجان (تــُنطـَق /ˌæzərbaɪˈdʒɑːn/ az-ər-bye-JAHN; بالأذربيجانية: Azərbaycan).
شعبها مسلم تقع في منطقة جبال القوقاز، على الشاطئ الغربي لبحر قزوين.
حصلت على استقلالها عام 1412هـ، 1991م. بعد أن استمرت ما يقرب من سبعين عامًا جزءا من الاتحاد السوفييتي السابق. واسم الدولة الرسمي جمهورية أذربيجان.
تبلغ مساحة أذربيجان نحو 86,600 كم، وسكانها نحو من 7,854,000 نسمة (2002م). تقع معظمها في قارة آسيا لكن جزءًا من شماليها يُعتبر من أوروبا.
وهناك جزء منها يُعرف باسم جمهورية ناخيشيڤان ذات الحكم الذاتي، وتفصلها أرض أرمينية عن بقية أذربيجان.
وعاصمة أذربيجان هي باكو وهي أكبر مدنها.
حكمها الفرس من سلالة الساسانيين من القرن الثالث الميلادي حتى السابع الميلادي. ثم كان الفتح الإسلامي حيث نشر العرب المسلمون الإسلام في المنطقة.
تشغل أذربيجان حيزاً يمتدّ إلى 86.600 كيلومتر مربّع في الجزء الجنوبيّ من القوقاز في أوراسيا، وتمتدّ بدءاً من الغرب الآسيويّ وصولاً إلى شرق أوروبا، يصل طول الحدود البريّة لها أكثر من 2.648 كيلومتراً مربّعاً، أمّا سواحلها فيصل طولها إلى أكثر من ثمانمئة كيلومتر.
التاريخ العتيق
عاش الناس في المنطقة التي تُعرف حاليًا باسم أذربيجان منذ عصور ما قبل التاريخ. قام الميديّون بغزو المنطقة في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم غزاها فرس الإمبراطورية الأخمينية في القرن السادس قبل الميلاد. والإسكندر في القرن الرابع قبل الميلاد.
Petroglyphs in Gobustan dating back to 10,000 BC indicating a thriving culture. It is a UNESCO World Heritage Site considered to be of “outstanding universal value”
العصور الوسطى
في تاريخ اذربيجان القديم كانت أَذْرَبيجان تدعى «البرزخ الميدي» لأنه عبر طرقها التي يسهل اجتيازها من الشمال الشرقي والشمال الغربي يمكن اختراق الهضبة الإِيرانية من الجبهة الشمالية المنيعة, وقد جلبت هذه المنطقة التي تكوَّن أحد منفذين طبيعيين اثنين (أَذْرَبيجان وخراسان) إِلى قلب إِيران شعوباً كثيرة جاءت واستقرت حول بحيرة أُرْميَة ذات المياه المالحة والتي هي أهم معلم طبيعي في أَذْرَبيجان, وفي هذه البقعة ولدت ونشأت الأسر المالكة في ميدية وفارس, وعند بوابات أَذْرَبيجان كان على الجيوش الامبراطورية الفارسية الأخمينية (559-331ق.م) أن تقف حارساً يقظاً في وجه الشعوب الطامعة القادمة من جبال القفقاس ومن السهوب الروسية الجنوبية, ويمكن القول إِن أَذْرَبيجان بقيت منذ تأسيس الامبراطورية الأخمينية سنة 559 ق.م حتى انهيار الدولة الساسانية على يد العرب إِما تحت سيطرة أُسر فارسية أو أنها كانت تؤلف جزءاً من الامبراطورية الفارسية كما حدث في عهد الأرشاقيين Arshakids (الفرثيين) والساسانيين .
وفي بدايات القرن الحادي عشر الميلادي بدأت جحافل الغُزَّ بالوصول إِلى أَذْرَبيجان, فلما دخلوا المراغة سنة 429هـ وقتلوا أهلها وأحرقوا مساجدها, اتفقت كلمة صاحبي أَذْرَبيجان, ابن ربيب الدولة من الأكراد الهذبانية ووهوذان من بني الرَّواد على الوقوف في وجه الغُز واجتمع معهما أهل همذان فنجحوا في الانتصاف منهم سنة 433هـ/1041م واضطروهم إِلى مغادرة أَذْرَبيجان, إِلا أن أَذْرَبيجان دخلت ضمن نطاق دولة سلاجقة العراق, عندما توجه طُغْرُلْبِك إِليها سنة 446هـ/ 1054م, وأعلن صاحب تَبْريز أبو منصور وهوذان بن محمد الروادي الطاعة لطغرلبك وخطب له وحمل إِليه ما أرضاه, وأعطاه ولده رهينة, كما أرسل إِليه سائر حكام تلك النواحي يبذلون له الطاعة والخطبة, وانقاد العساكر إِليه, فأبقى بلادهم عليهم وأخذ رهائنهم, فلما نزل الضعف بالسلاجقة انقسمت دولتهم إِلى عدة فروع وأخذ المماليك الذين يحملون لقب أتابك ينوبون في الحكم عن الأمراء الفتيان, ثم لم يمض زمن قصير حتى انتقلت مهمة الحكم إِليهم وأصبحوا حكاماً, ونشأ أتابكة أذربيجان من أسرة إِيلدكز القبجاقي مملوك السلطان مسعود من سلاجقة العراق، ونعمت أَذْرَبيجان بحقبة من الهدوء والسلام في عهد شمس الدين إِيلدكز (541-568هـ/ 1146-1172م) وابنه محمد بهلوان (568-587هـ/ 1172-1191م) فلما كان حكم أبي بكر بن محمد البهلوان (587-607هـ/1191-1210م) ساءت حالها لسوء سيرته, كما كثرت عليها الغارات من الكرج, وكثر النهب والقتل والسبي في أهلها ومالها, وأنهى الشاه جلال الدين منكبرتي الخوارزمي شاه خوارزم حكم أسرة إِيلدكز, عندما توجه سنة 622هـ/1225م إِلى المراغة فملكها وأقام بها وأخذ في عمارتها وتحصينها, ثم قصد تبريز فملكها في رجب سنة 622هـ وهزم الكرج ونجح بمساعدة وزيره شرف الملك في أن يسترجع القلاع والمدن التي كان نائب خلاط قد استولى عليها, كما هزم الأمراء البهلوانية الذين انتقضوا عليه وفتح مدناً كثيرة وتسلم أكثر قلاعها ثم سار قاصداً الران.
لم ينعم جلال الدين طويلاً بانتصاراته, إِذ جاء المنغول في أعقابه, وبوصول هولاكو سنة 654هـ/ 1256م أصبحت أَذْرَبيجان مركز امبراطورية ضخمة, واتخذ المغول المراغة عاصمة لهم في بادئ الأمر ثم تبريز التي ازدهرت في أيام غازان أو قازان خان وأصبحت مركزاً تجارياً وثقافياً مهماً في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي إِذ شرع قازان خان ببناء أرباض كبيرة فيما يلي سورها القديم الذي بني بعد زلزال سنة 434هـ/1043م وزاد خلفاؤه على أبنيته كثيراً من المساجد الكبيرة وغيرها من الأبنية داخل المدينة.
بعد المغول وخلفائهم الجلائريين احتل التركمان أَذْرَبيجان فحكمها القرة قيونلو (782-874هـ/ 1380-1469م) والآق قيونلو (806-914هـ/1403-1508م) ثم صارت بيد الصفويين الذين ينتمون إِلى الشيخ صفي الدين الأردبيلي, عندما نجح إِسماعيل بن حيدر في الاستيلاء على تبريز من الآق قيونلو, وتوج شاهاً لأَذْرَبيجان في تموز 907هـ/1501م ثم بادر إِلى الاستيلاء على إِيران كلها, وأصبحت أردبيل عاصمة في أيام الدولة الصفوية, قبل أن ينقلوا قاعدة ملكهم إِلى تبريز أولاً ثم إِلى أصفهان. وبين سنتي 920و1012هـ/1514و1603م احتل العثمانيون تبريز مراراً ومناطق أخرى, غير أن الشاه عباس (986-1038هـ/1578-1628م) استطاع أن يستعيد هذه المناطق, ثم عاد العثمانيون فاستولوا على أَذْرَبيجان وولايات أخرى غربي إِيران في أثناء الغزو الأفغاني (1132-1141هـ/1722-1728م) حتى طردهم منها نادر شاه من أسرة إِفشار (1153هـ/1740م).
شهد القرن الثامن عشر كذلك نهوض روسية عسكرياً وتوسعها على حساب تركية وإِيران واستطاعت نتيجة حروب طويلة أن تستولي على دربند وباكو وشيروان وشيكي وغانجا وناختشيفان والقسم الجنوبي من تاليش Talish بموجب معاهدة گلستان (غلستان) (1229هـ/1813م) ومعاهدة تركمنچاي (1244هـ/1828م) وتعينت منذ ذلك الوقت الحدود بين أَذْرَبيجان الروسية وأَذْرَبيجان الإيرانية.
العهد الإسلامي
دخلت أَذْرَبيجان ضمن نطاق الدولة العربية الإِسلامية في خلافة عمر بن الخطاب (13- 23هـ/ 634 -643م) وترجح الروايات المتعلقة بتاريخ الفتح سنتي 20و 22هـ حينما توجه حذيفة بن اليمان من نهاوند إِلى أَذْرَبيجان, كما وجهت إِليها حملات أخرى من شهرزور, وصالحَ المرزبان حاكم أَذْرَبيجان حذيفة بن اليمان عن جميع أهل أَذْرَبيجان على 800 ألف درهم على أن لا يقتل منهم أحداً ولا يسبيه ولا يهدم بيت نار, وأن لا يعرض لأكراد البلاسجان Balasagân والسبلان Sabalan وساترودان Shatrudan.
بدأ انتشار الإِسلام في أَذْرَبيجان في خلافة عثمان بن عفان (23-35هـ) عندما أسكن الوالي الأشعث بن قيس جماعة من العرب من أهل العطاء والديوان في أَذْرَبيجان وأمرهم بدعاء الناس إِلى الإِسلام, فلما وليها ثانية في خلافة علي بن أبي طالب وجد أكثرهم قد أسلموا وقرؤوا القرآن, كما أخذت العشائر العربية, من البصرة والكوفة والشام تستقر في مختلف مناطقها. ولأن أَذْرَبيجان كانت من فتوح الكوفة فقد بقيت تابعة إِدارياً لوالي الكوفة حتى سنة 83هـ/702م عندما جعلها عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684- 705م) ولاية تابعة إِدارياً لوالي الجزيرة, وكانت أَرْدَبيل أكبر مدينة في أَذْرَبيجان وعاصمة لها قبل الفتح, فلما ولي محمد بن مروان الجزيرة وأرمينية وأَذْرَبيجان سنة 114هـ, اتخذ المراغة معسكراً له, وبنى فيها دار الإِمارة, واتبع العباسيون أسلوب الأمويين في جمع أرمينية وأَذْرَبيجان لوال واحد, كما بقي للمراغة أهميتها, ففي خلافة هارون الرشيد (170-193هـ/ 786-808م) عين خُزَيْمة بن خازم بن خزيمة والياً على أرمينية و أَذْرَبيجان, فبنى سور المراغة وأنزلها جنداً كثيفاً. ولما أعلن بابك الخرمي [ر] ثورته على الخلافة العباسية سنة 201هـ, متخذاً من جبال أَذْرَبيجان مركزاً لحركته, لجأ الناس إِلى المراغة فنزلوها وتحصنوا فيها. وعلى الرغم من الجهود التي بذلها المأمون للقضاء على هذه الحركة, فإِنها استمرت بعد وفاته, لانهماك قواته بحرب البيزنطيين, وحصانة المنطقة الجبلية التي اعتصم بها بابك وجماعته. وسخَّر الخليفة المعتصم (218-227هـ/ 833-841م) كل إِمكاناته وقواته حتى قضى عليها سنة 222هـ, ولكن هذه الحركة لم تنته إِلا بعد أن أفنت عدداً كبيراً من جند الخلافة, وكلفت الدولة الكثير من الأموال وأضعفت سلطة الخلافة في أَذْرَبيجان, وكان آخر الحكام الأقوياء فيها الساجيون (276-318هـ/ 889-930م) وبدأت تظهر بعد سقوط هذه الأسرة أُسر محلية (373-463هـ/983-1070م) فبعد سيطرة ديسم بن إِبراهيم الكردي, سيطر بنو سافر المعروفون ببني السلار من الديلم, ثم بنو الرَّواد الأكراد.
ذكر في تاريخ اذربيجان انها كانت إقليما من بلاد فارس اسمه أتروباتين وكانت قاعدتها تبريز. فتحت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان الوالي عليها عتبة بن فرقد السلمي الذي دخلها بعد الفتح وكتب لأهلها أمانًا، وفرض عليهم الجزية على قدر الطاقة.
كانت عاصمتها تبريز على أيام عمر، وانتقلت إلى أردبيل أيام العباسيين ثم على أيام الصفويين وتحولت العاصمة إلى مراغة أيام المغول.
ومن القرن الحادي عشر حتى القرن الثالث عشر الميلاديين، هاجرت أعداد كبيرة من القبائل التركية إلى أذربيجان، وامتزجوا مع الفرس الذين عاشوا في المنطقة. وهؤلاء هم الأجداد الأوائل للأذربيجانيين. في أوائل القرن السادس عشر الميلادي خضعت أذربيجان لسيطرة الإمبراطورية الصفوية، التي حكمت إيران، ثم انتقلت السيادة على أذربيجان من الصفويين إلى الأتراك العثمانيين في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، ولكنهم لم يحتفظوا بهذه السيادة في القرن السابع عشر الميلادي.
أخرجت أذربيجان طائفة من العلماء منهم الخطيب التبريزي اللغوي النحوي شارح المفضليات والحماسة، والمظفر التبريزي الفقيه الشافعي (ت621هـ، 1224م) وأبو الفتح التبريزي الفقيه الحنفي (ت736هـ، 1336م) ومحمد بن عبدالغني الأردبيلي النحوي (ت647هـ، 1249م) ويوسف بن إبراهيم الأردبيلي الشافعي (ت 799هـ، 1397م). وجماعة من الفضلاء.
العصر الحديث
بتعاقب الأحداث سيطر الروس على أذربيجان وغيرها من الدول. أقام القوميون الأذربيجانيون حكومة مستقلة في غربي أذربيجان، ومع هذا، استعادت روسيا الشيوعية سيطرتها على المنطقة عام 1920م.
في أوائل عام 1922م، اتحدت كل من أذربيجان وجورجيا، وأرمينيا وشكلت جمهورية ما وراء القوقاز، تحت القيادة الروسية. وبعدذلك بعام واحد، اتحدت جمهورية ما وراء القوقاز وروسيا البيضاء وروسيا وأوكرانيا؛ لتشكل معًا الاتحاد السوفييتي السابق. في عام 1936م، انفصلت الوحدات الثلاث من جمهورية ما وراء القوقاز، إلى ثلاث جمهوريات ضمن الاتحاد السوفييتي السابق. وسُميت أذربيجان باسم جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية.
أحدث الاتحاد السوفييتي السابق، تغييرات عديدة في أذربيجان. فقد سيطرت الحكومة الروسية على مظاهر الحياة الأذرية كافة. وأسست حكومة شيوعية قوية، وسيطرت على كامل الصناعات والأرض الأذربيجانية وأقامت الزراعة التعاونية التي حولت المزارع ذات الملكية الخاصة إلى ملكية الدولة. قضى القادة الروس على الكثير من مظاهر التراث والتقاليد الأذربيجانية. وعملوا على تقليص التأثير الإسلامي في الجمهورية. ورغم ذلك، فقد بنى الروس الطرق والمدارس، والمباني الحديثة، والمستشفيات وأنظمة الاتصالات في أذربيجان.
الاستقلال
في نهاية عقد الثمانينيات من القرن العشرين، عملت الحكومة السوفيتية على إعطاء الشعب حرية أكثر. وفي عام 1989م، جعل الأذربيجانيون قوانينهم نافذة على قوانين السوفييت. وفي نهاية عام 1991م تفتّت الاتحاد السوفييتي، وأصبحت أذربيجان دولة مستقلة.
أصبحت المنطقة المعروفة باسم ناغورنو ـ كرباخ، منطقة غير مستقرة ومصدر صراع بين أذربيجان وجارتها أرمينيا. فغالبية سكان ناغورنو ـ كرباخ من الأرمن، مما جعل أرمينيا تدعي ملكيتها لها. ومنذ أواخر عقد الثمانينيات من القرن العشرين دار صراع مرير بين أذربيجان والأرمن للسيطرة على ناغورنو ـ كرباخ، بسبب هذا الصراع، نزح قرابة 200,000 أذري غالبيتهم من أرمينيا إلى أذربيجان، مقابل نحو 250,000 أرمني، نزحوا من أذربيجان إلى أرمينيا.
وفي عام 1994م، أعلنت أذربيجان وأرمينيا وقف العمليات القتالية بينهما.
بنهاية تسعينيات القرن الماضي، كانت الحكومة قد قطعت شوطًا كبيرًا في بيع كثير من أراضيها الزراعية ومنشآتها الصناعية للقطاع الخاص.
وقد وقعت الحكومة اتفاقات مع عدد من شركات النفط الأجنبية للتنقيب عن النفط في بحر قزوين.
ومن المتوقع أن تعود هذه الاتفاقات بالفائدة الكبيرة على أذربيجان.
وفي أغسطس 2002م، تم تعديل الدستور بموجب استفتاء خول لرئيس الوزراء، وليس البرلمان تولي زمام الأمور في حالة عجز الرئيس عن مزاولة شؤون الحكم.